×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

وأما ما بين العبد المؤمن وبين إخوانه المؤمنين فبأن يحب لهم ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1])، وكذلك المؤمن يكون مع إخوانه المؤمنين كالجسد الواحد قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([2])، وكذلك المؤمن لا يغشُّ أخاه المؤمن ولا يخدعه ولا يخذله فالمؤمن أخو المؤمن والمسلم أخو المسلم يكون بينهما النصيحة والوضوح والبيان في جميع الأمور لا يكون بينهم خديعة ولا يكون بينهم كراهية بعضهم لبعض، ولا يكون بينهم عداوة من بعضهم لبعض على أمور الدنيا وطمع الدنيا بل هم أجلُّ وأرفع من ذلك، وإذا دبَّ بينهم شيء من الخلل بادروا إلى إصلاحه فيما بينهم وبين إخوانهم وفيما بين إخوانهم بعضهم مع بعضٍ، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الحجرات: 10] وقال جل وعلا ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [الأنفال: 1] فالمؤمن يسعى بالإصلاح بين إخوانه المسلمين ويسوي النزاع ولو تحمل في مقابل ذلك مشقة أو تحمل في ذلك غرامةً مالية فإنه يقوم بذلك محتسبًا الثواب عند الله سبحانه، قال تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2586).