الخبيثة التي يروِّجها أعداء الله ورسوله وهم لا
يأتون بأنفسهم إلى بلادنا إنما يوصلونها إلينا من خلال الفضائيات والأقمار
الصناعية كما يسمونها أو من خلال دعاة الشر ودعاة السوء، وقد يكونون من جلدتنا
يدعون أولادنا إلى الأفكار المنحرفة ويروِّجون بينهم الفتنة كما قال صلى الله عليه
وسلم في وصفهم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ
إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا.
قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1])، فالكفار يستخدمون أولاد المسلمين والمتسمِّين بالإسلام لإفساد المسلمين
فاتقوا الله واحذروا من هذه الفتن وهذه الشرور. ما يليق بكم الغفلة أو حسن الظن،
لا تحسنوا الظن اليوم بل أسيئوا الظن في كثير من الناس، وأولادكم هم ذريتكم ونسلكم
وهم الذين يبقون بعدكم ويتولون محارمكم، ويتولون وصاياكم ويتولون أموركم هم
خلفاؤكم فكيف لا تعتنون بهم وتربوهم على طاعة الله سبحانه وتعالى. فاتقوا الله
عباد الله وتيقظوا وتنبهوا واحذروا واعملوا الأسباب ولا تقنطوا من رحمة الله ولا
تيأسوا من روح الله؛ لأن بعض الناس يقول: كثرت الشرور وكثرت الفتن وأنا مالي حيلة،
أنت ما عملت شيئًا أما لو أنك عملت واجتهدت فأنت إما أن تؤثر التأثير الطيب وإما
على الأقل تُبرأ ذمتك لأنك أديت ما تستطيع والهداية بيد الله سبحانه وتعالى ولكن
الهداية لها أسباب، فإذا بدلت الأسباب حصلت الهداية -بإذن الله- أما إذا ضيعت
الأسباب فالهداية لا تأتي بدون سبب.
فاتقوا الله عباد
الله، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد