وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، هذا من جملة الوصية التي
أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ما قالوا له: كأنها موعظة مودِّع
فأوصنا، فقال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ
تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى
اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي...» ([1]) الحديث.
فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا من هذه الفتن واسألوا الله السلامة منها
وابتعدوا عن مجالسها وعن أهلها واحذروا ممن يروجها فإنهم يروجونها بينكم وأنتم لا
تشعرون، ويأتونكم بصفة الناصحين وهم الغشاشون يريدون الخلخلة بين المسلمين، يريدون
أن يضيع هذا الأمن وهذا الاستقرار الذي منحه الله المؤمنين في هذه البلاد، ويريدون
أن تكون مثل البلاد التي غيرها يتلاعب بها الكفار ويستعمرها الكفار ويسيطر عليها
الكفار بأفكارهم وبحكمهم.
هذه البلاد -ولله الحمد- لا تزال متمسكة بدينها لا تزال قائمة على دين ربها وكتابها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فعليكم بلزوم هذا الحبل الذي أنتم عليه والذي أمركم الله بالاعتصام به ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103] قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، و«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([3])
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد