كذلك فإن حكمه حكمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
لأن الذي لا ينكر المنكر لا بيده ولا بلسانه ولا بقلبه ليس بمؤمنٍ كما قال صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ،
وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])، وفي رواية: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الإِْيمَانِ حَبَّةُ
خَرْدَلٍ» ([2])، هذا خطرٌ شديدٌ وهذا من أعظم المنكر يجب عليك أن تنكره على الأقل باللسان
وأن تكرهه وتكره أهله فضلاً عن أن تثني عليه أو تثني على أهله أو تبرره بأي نوعٍ
من المبررات، ثم عليكم بمتابعة هؤلاء المجرمين ومن علم مكانًا أو خبرًا فيجب عليه
أن يبادر بالإبلاغ عنهم حتى يقضي على فتنتهم فإن هذا من التعاون على البر والتقوى
والله جل وعلا يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ﴾ [المائدة: 2]، فالذي يتستر
عليهم أو يكتم أمرهم ولا يبلغ عنهم هذا يتعاون على الإثم والعدوان فعليكم بالإبلاغ
عنهم أي خبرٍ أو أي مكانٍ تعرفون وجودهم فيه فضلاً عن أن يتستر عليهم بعض الناس أو
يؤويهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى
مُحْدِثًا» ([3])، فالذي يؤوي هؤلاء ملعونٌ على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاشٌّ
لله ولرسوله وللمسلمين فتعاونوا على القضاء على هؤلاء حتى يتوب من يتوب الله عليه
منهم أو يقضي على من تمرد واعتدى ويراح المسلمون من شرهم.
إن الله وملائكته يصلون على النبي...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد