ويعاقب تاركه وهذه الفرائض كثيرةٌ منها ما هو أركان الإسلام ومنها ما هو
مكملات لأركان الإسلام من واجبات ومستحبات فأركان الإسلام الخمسة شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت
الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً.
فشهادة أن لا إله إلا الله تعني إفراد الله جل وعلا بالعبادة وترك عبادة ما
سواه فهي تنفي الشرك وكذلك شهادة أن محمدًا رسول الله تضمن طاعته فيما أمر وتصديقه
فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع فهي تعني إفراد
النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء والاتباع وترك البدع والمحدثات وما عدا هذه
الأركان الخمسة فإنه مكملٌ لها إما تكميلاً واجبًا وإما تكميلاً مستحبًّا.
في الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى قال: «مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، -بمعنى أن الله يسدده ويحفظه ويكون معه سبحانه وتعالى -، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ([1])، فهذا هو معنى أن الله سبحانه وتعالى يكون سمعه وبصره ويده ورجله بمعنى أنه يسدده وأنه إذا سأله شيئًا أعطاه إياه وأما المحرمات فإن الله سبحانه وتعالى أمر باجتنابها أمر باجتناب المحرمات وهي كبيرةٌ، قال تعالى: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد