×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

«يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ»: هذه الرواية المعروفة، وفي رواية بدل: «الحِر» «الخزَّ»، والخز سبق لنا تفسيره.

هذا خبر من الرَّسول صلى الله عليه وسلم عن المستقبل، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، أنه سيظهر في هذه الأمَّة من الفسقة من يرتكبون هذه الجرائم، يستحلُّون الحر أو الخز.

وقوله: «يَسْتَحِلُّونَ»: هذا دليل على أنَّها حرَام؛ لأنَّ الاستحلال لا يكون إلاَّ من شيء حرام.

«الحِرَ»: الزنا: يعني الفرج؛ لأن الله حرم الفروج: ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6]، أمَّا من استحلها من غير الزوجة أو ملك اليمين فهذا زنا -والعياذ بالله- «يَسْتَحِلُّونَ الحِر وَالْحَرِيرَ»: يعني الزنا.

«وَالْحَرِيرَ»: كما سبق أن الحرير حرام على الرِّجال، يأتي في آخر الزمان قوم يستحلونه ويلبسونه ولا يبالون، ما يبالون بهذا.

«وَالْخَمْرَ»: الَّذي حرَّمه الله عز وجل.

«وَالْمَعَازِفَ»: جمع معزفة وهي آلة اللهو.

يجمعون بين هذه الجرائم: زنا، ولبس الحرير، ويشربون الخمر، والمعازف. يخسف الله بهم الأرض - والعياذ بالله - أو يمسخ الله منهم قردةً وخنازير عقوبةً لهم على ذلك.

فدل على: تحريم هذه الأشياء، ومنها الحرير؛ لأنَّه لا يستحل إلاَّ شيئًا محرمًا.

****


الشرح