وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ، وَيَدَّهِنُ
بِالزَّعْفَرَانِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ ثِيَابَكَ، وَتَدَّهِنُ
بِالزَّعْفَرَانِ؟ قَالَ: لأَِنِّي «رَأَيْتُهُ أَحَبَّ الأَْصْبَاغِ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَّهِنُ بِهِ، وَيَصْبُغُ بِهِ ثِيَابَهُ»([1]) رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَكَذَلِكَ أَبُو دَاوُد
وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ وَلَفْظُهُمَا: وَلَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ به ثِيَابَهُ
كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ.
«أَنَّهُ كَانَ
يَصْبُغُ ثِيَابَهُ وَيَدَّهِنُ بِالزَّعْفَرَانِ»: يعني يصبغ ثيابه بالزعفران
ويدهن في جسمه بالزعفران، والزعفران نبات طيب ذو رائحة، معروف.
وهذا فيه دليلٌ على: الصبغ بالزَّعفران،
اللِّحية والثَّوب والبدن، وصبغ الثياب به؛ لأنَّه طيب الرائحة ولونه جميل.
وفيه: أن ابن عمر كان
شديد الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّه يحب ما يحبه الرَّسول صلى
الله عليه وسلم.
«وَلَقَدْ كَانَ
يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ»: يصبغ ثيابه بها، أي:
بالزَّعفران، حتَّى العمامة الَّتي على رأسه.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4064)، والنسائي رقم (5085)، وأحمد رقم (5717).
الصفحة 5 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد