×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَِبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا»([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

  هذا الحديث يدلّ على: جواز حمل الصَّغير في الصَّلاة، ولو كان هذا الصغير لا يدرى عن ثيابه، هذا الصغير أيضًا قد يكون قد تبول أو تغوط فلا ينظر إلى هذا.

وهذا الحديث فيه: أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي ويحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بنت زينب بنت الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وزينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم، وكانت تحت أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه، فالرَّسول يحمل هذه الطفلة، فدلَّ هذا على تواضع الرَّسول صلى الله عليه وسلم وعلى شفقتهِ على الأطفال.

ودلَّ على: أن حملهم في الصَّلاة ليس ممنوعًا، ولا يشكك في أن فيهم نجاسة أو أن ثيابهم غير طاهرة ما لم نر نجاسةً واضحة، فالأصل الطهارة قطعًا للوسواس والشكوك والتَّشدد في هذا، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام حملها وإذا سجد وضعها.

وفيه: العفو عن الحركة اليسيرة في الصلاة، كما سبق في خلع النعلين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (516)، ومسلم رقم (543).