وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم الْعِشَاءَ، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى
ظَهْرِهِ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، أَخَذَهُمَا بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ أَخْذًا
رَفِيقًا، فَيَضَعُهُمَا عَلَى الأَْرْضِ، فَإِذَا عَادَ عَادَا، حَتَّى قَضَى
صَلاَتَهُ، أَقْعَدَهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرُدُّهُمَا، فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَقَالَ لَهُمَا:
«الْحَقَا بِأُمِّكُمَا». قَالَ: فَمَكَثَ ضَوْؤُهَا حَتَّى دَخَلاَ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
هذا الحديث فيها عجائب:
أولاً: أنَّهُ صلى الله
عليه وسلم كان إذا سجد وثب الحسن والحسين وكانا طفلين صغيرين وهم أبناء بنته فاطمة
رضي الله عنها وابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فدلَّ على أنَّه إذا جاء الطفل
وركب على ظهر السَّاجد أنَّه لا بأس في ذلك، دون نظر إلى حالة هذا الطفل، هل في
ثيابه نجاسة أو لا؟ ودون نظر إلى كونه استنجى بالماء بعد الخارج أو لا؟ هذا فيه
التسامح في هذا الأمر، وأن الأصل في ذلك الطهارة.
ثانيًا: أنَّه صلى الله
عليه وسلم كان يرفق بالأطفال؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من سجوده أخذهما
من على ظهرهِ فأقعدهما برفق، ولم ينفضهما أو يضربهما، ففيه الرِّفق بالأطفال، وهذا
من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم ومن تواضعه، فلمَّا سلَّم قام واحد منهما، أو
لما سلَّم أخذ واحدًا منهما وجعله على فخذيه عليه الصلاة والسلام، وهذا أيضًا من
التلطف بالأطفال.
فقام أبو هريرة رضي الله عنه راوي الحديث فعرض على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يأخذ الطفلين ويرجعهما إلى أمهما في حجرتها، فأبرقت بارقه من السَّماء
([1]) أخرجه: أحمد رقم (10669).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد