×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 مساجد، مكان الأوثان الّتي كانوا يعبدونها، فتُزَال، وتُجعل البقاع الَّتي هي فيها مساجد؛ لزوال المانع، ولهذا يقال: مسجد ابن عباس في الطَّائف على موضع اللات، وفي هذا الحديث ما يدل على جواز ذلك.

«حَيْثُ كَانَ طَوَاغِيتُهُمْ» يعني: الأمكنة الَّتي عُبِدَ فيها طاغوتهم. طواغيت جمع طاغوت وهو ما يعبدُ من دون الله عز وجل، فكل عبادة لغير الله فهي عبادة للطَّاغوت، والطَّاغوت مأخوذ من الطغيان أو مجاوزة الحد.

وفي آخره أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر أنَّهم لا يصلون في البيع والكنائس الَّتي فيها تماثيل - يعني: صورًا مجسمة - وقد تُطلق التماثيل على الصُّور أيضًا غير المجسمة، على الرسومات.

فمتعبدات اليهود والنَّصارى إذا كان فيها تماثيل، فإنَّها لا يُصلَّى فيها؛ لأنَّ هذا فيها تشبه باليهود والنَّصارى الَّذين يعبدون تماثيل الأنبياء وصور الأنبياء والصَّالحين، فإذا زال ذلك عادت إلى أصلها.

قوله: «قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عُمَرُ: إنَّا لاَ نَدْخُلُ كَنَائِسَهُمْ مِنْ أَجْلِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ»: والكنائس هي متعبدات اليهود والنَّصارى، تُسمى الكنائس وتُسمى البيع: ﴿لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ [الحج: 40].

فقول عمر رضي الله عنه دليل على: أنَّ المانع من الصَّلاة في الكنائس وجود التماثيل فيها والصور، فإذا زالت فلا بأس، يعني: يفهم من كلام عمر أنَّه إذا زالت فلا مانع من الصَّلاة فيها ودخولها.


الشرح