قَالَ
الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «إِنَّا لاَ نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ
مِنْ أَجْلِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ» وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
«يُصَلِّي فِي البِيعَةِ إلاَّ بِيعَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ([1]).
وَعَنْ قَيْسِ
بْنِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ
وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بِيعَةً لَنَا، فَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ
طَهُورِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَبَّهُ فِي إِدَاوَةٍ
وَأَمَرَنَا فَقَالَ: «اخْرُجُوا فَإِذَا أَتَيْتُمْ أَرْضَكُمْ فَاكْسِرُوا
بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا»([2]). رَوَاهُ النَّسَائِيِّ.
قوله: «قَالَ:
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي فِي الْبِيعَةِ إلاَّ بِيْعَةً فِيهَا
تَّمَاثِيلُ»: وكذلك ابن عباس كان يصلِّي في البيعة؛ لأنَّ الأصل في البقاع الصَّلاة
فيها، إلاَّ البيع الَّتي فيها تماثيل، مثل قول عمر.
هذا قيس بن طلق بن
علي جاء وافدًا مع قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الرَّسول صلى الله
عليه وسلم لما فتح مكة جاءته الوفود من القبائل يعلنون إسلامهم ويبايعونه، كما قال
الله جل وعلا: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ
ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢﴾ [النصر: 1- 2].
والشَّاهد من هذا: أنَّهم طلبوا من الرَّسول أنَّ يصلوا معه، وطلبوا منه أن يعطيهم من وضوئه.
([1]) أخرجه: البخاري معلقا (1/94).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد