بني سالم بن عوف،
فصلى الجمعة فيهم في طريقه، ثُمَّ مضى إلى المدينة.
فلما وصل إلى مكان
مسجده الآن بركت ناقته، ثُمَّ إنَّه أقامها فقامت، ثُمَّ عادت وبركت في هذا
المكان، وكان هذا المكان حائطًا للأنصار في بني النجار من الأنصار.
وفيه ثلاثة أمور:
الأمر الأول: فيه خربات من
المباني.
الأمر الثاني: فيه بقايا نخيل.
الأمر الثالث: فيه قبور للمشركين.
ثلاثة أمور.
والنَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم ثامَنَهُمْ، يعني: ساومهم على هذا الحائط. فقالوا: لا والله لا
نريد ثمنه إلاَّ من الله، يعني: تبرعوا به.
وهل الرَّسول أعطاهم
ثمنه أو ما أعطاهم؟ الله أعلم.
المهم أنَّه أمرهم
بإخلاء هذا المكان من هذه الأمور الثلاثة. من الخربات فسويت، ومن النخيل فقطعت،
ومن القبور فنبشت، حتَّى فرغ المكان من هذه الأشياء.
ثُمَّ شرع صلى الله عليه وسلم في بناء مسجده في هذا المكان، وكان المهاجرون والأنصار يبنون معه عليه الصلاة والسلام يبنون باللَّبِنِ، بَنَوْهُ باللَّبِنِ وسقَّفوه بالجريد، وجعلوا أعمدته من جذوع النخل، وجدرانه من اللَّبِنِ وسقفه من السَّعف والجريد، فتم بناؤه. وجعلوا عِضَادات الأبواب من الحجارة؛ لأنَّها أقوى من اللَّبِن، بهذا تم بناء مسجد الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد