فلما قيل لعثمان في
ذلك قال: إنَّكم أكثرتم عليَّ وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ
بَنَى لله مَسْجِدًا بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ»، وفي حديث ابن
عباس: «مَنْ بَنَى لله مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى
الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»، فهذا فيه الترغيب في بناء المساجد، وبيان
جَزاء من بنى مسجدًا لله.
لاحِظوا: من بنى لله، هذا
فيه الحثَّ على الإخلاص في بناء المساجد، لا تبنى رياءً ولا سمعة ولا مفاخرة،
وإنَّما تبنى لله «مَنْ بَنَى لله مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ
لِبَيْضِهَا» هذا فيه التَّرغيب، وأن الإنسان يبني المسجد على قدر الحاجة،
كبيرًا أو صغيرًا على قدر الحاجة، وله هذا الأجر، لا يقال: إن الأجر ما يحصل إلاَّ
لمن بنى الجوامع الكبار والمساجد الكبار؛ بل حتَّى المساجد الصِّغار أيضًا فيها
هذا الثواب، فلا يستثقل الإنسان بناء المسجد ولو كان صغيرًا ويحصل على هذا الثواب
العظيم وهو أن الله يبني له بيتًا في الجنة. هذا ثواب عظيم.
لكن قدر: «مَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا» هل يَسَعُ أحدًا؟ قالوا: هذا من باب التشجيع على بناء المساجد، وأن الإنسان لا يَتَقَالَّ المسجد مهما كان صغيرًا، ومعلوم أن مفحص قطاة لا يَسَعُ أحدًا، لكن هذا من باب الترغيب والحث على بناء المساجد، وأن الإنسان يبني المسجد ولو كان صغيرًا يصلى فيه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد