وَعَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَصْحَابُهُ يَتَذَاكَرُونَ
الشِّعْرَ، وَأَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ
مَعَهُمْ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
وَعَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ رحمه الله قَالَ: «مَرَّ عُمَرُ فِي المَسْجِدِ وَحَسَّانُ
يُنْشِدُ فَقَالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ
التَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ
أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ؟» قَالَ: «نَعَمْ»([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
هذا دليل على جواز
إنشاد الشعر الَّذي ليس فيه محذور شرعي، بأن يكون هذا الشِّعر فيه هجاء أو فيه
مجون، الشعر المنحط هذا لا ينشد بالمساجد، وأمَّا الشِّعر النَّزيه، سواء كان من
شعر الجاهلية أو شعر شاعر من شعراء الإسلام فلا بأس بإنشاده في المسجد؛ لأنه حصل
عند الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد كما يأتي، فيكون هذا مقيِّدًا لقوله في
الحديث السَّابق: «وعن إنشاد الشعر».
هذا فيه عمل بإقرار
الرَّسول صلى الله عليه وسلم أنَّه أقرَّهم على ذلك، ومن أنواع السُّنَّة الإقرار،
فالسُّنَّة: ما ثبت عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، هذا
من التقرير؛ بل يبتسم عليه الصلاة والسلام.
سعيد بن المسيب من أئمة التَّابعين من بني مخزوم، الإمام الجليل المشهور.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2850)، وأحمد رقم (20885)، وأبو يعلى رقم (7449
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد