×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وفيه: أنَّ الصَّحابة يسرعون بالامتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يترددون.

قوله: «وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً، فَنَادَى: ألا إنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ»: هذا مثل قضية أو قصة أهل قباء رضي الله عن الجميع.

يقول المجد ابن تيمية رحمه الله: «وَهُوَ حُجَّةٌ فِي قَبُولِ أَخْبَارِ الآْحَادِ»: «وَهُوَ حُجَّةٌ»: يعني: هذا الحديث والَّذي قبله «حُجَّةٌ فِي قَبُولِ أَخْبَارِ الآْحَادِ»: لأنهم لم يقولوا: هات من يشهد معك، ما نعمل بخبر واحد؛ بل عملوا به وبادروا.

وهذه مسألة أصولية طال فيها الكلام، وابن القيم رحمه الله تناولها في «الصَّواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» وأطال فيها الكلام عن العمل بخبر الواحد، لأنَّهم ينفون الصِّفات، ويقولون بخبر الآحاد.

رد عليهم ابن القيم رحمه الله في ردّ بليغ في «الصَّواعق المرسلة»، وذكر أنَّ الرَّسول ما كان يرسل مراسيله جماعة، كان يرسل آحادًا، يرسل الشَّخص إلى الجهة بأمر من أمر الرَّسول صلى الله عليه وسلم ويبلغه، فالمرسل إليه يعمل به، فهذا جارٍ عليه العمل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ما كان يرسل جماعة في أوامره ونواهيه الَّتي يرسلها إلى أمرائه، إنَّما كان يرسل آحادًا.

*****


الشرح