وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ فَنَزَلَتْ: ﴿قَدۡ
نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ ِ﴾[البَقَرَة: 144]، فَمَرَّ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي سَلَمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَقَدْ صَلَّوْا
رَكْعَةً، فَنَادَى: ألا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ، فَمَالُوا كَمَا هُمْ
نَحْوَ الْقِبْلَةِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد.، وَهُوَ حُجَّةٌ فِي قَبُولِ أَخْبَارِ
الآْحَادِ.
قالوا: هذا دليل على أنَّ
الشَّرائع لا تلزم إلاَّ بعد العلم؛ لأنَّهم بنوا على أوَّل صلاتهم، دلَّ على
أنَّه لم يلزمهم في أول الصَّلاةِ الصلاةُ إلى الكعبة؛ لأنَّهم لم يبلغهم هذا،
الشَّرائع لا تلزم إلاَّ بعد العلم، هذه قاعدة معروفة.
كان صلى الله عليه وسلم يصلِّي وينتظر أن يأتيه
الوحي من الله عز وجل، فجاءه الوحي من الله، حقق الله رغبته.
قوله: «فَمَرَّ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ»: وهذه قضية أخرى
مثل مسجد قباء، مسجد بني سلمة الَّذي يسمى الآن مسجد القبلتين، وهذه التَّسمية
خطأ، ليس لنا قبلتين، القبلة واحدة، كانت إلى بيت المقدس، ثُمَّ صارت إلى الكعبة،
فهي قبلة واحدة، ما هي قبلتين في الإسلام.
الحاصل: أنَّ هؤلاء حصل لهم مثل ما حصل لأهل مسجد قباء، بلغهم الخبر، وهم في أثناء الصَّلاة، فاستداروا من جهة بيت المقدس إلى جهة الكعبة، وهم في الصَّلاة، وهذا الحديث يفيد ما أفاده الحديث الأوَّل من المسائل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (527).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد