×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: «عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا قَرَأَ الإِْمَامُ فَأَنْصِتُوا»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

 

فهذا فيه: دليل على أنَّ الإمام لا يستعجل بالتَّكبير حتَّى يتأكد من استقامة الصُّفوف واعتدالها.

«كَانَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي»: هذا دليل على أنَّ الإمام يباشر تسوية الصُّفوف ويهتم بها ويلاحظها، فإذا استتمت واستقامت كبَّر للإحرام.

هذا الحديث فيه: أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ»، وجاء في الأحاديث الأخرى صفة الإمام وأنَّه يكون أقرأ الحاضرين، وأنَّه أعلم بفقه الصَّلاة، وفي الحديث الآخر: «يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ لِكِتَابِ الله»([2]) فهذا الحديث فيه اشتراط الإمام لصَّلاة الجماعة، ليقتدوا به.

«وَإِذَا قَرَأَ الإِْمَامُ فَأَنْصِتُوا» يعني: جهر بالقراءة، فإذا جهر بالقراءة «فَأَنْصِتُوا» فأنصتوا واستمعوا لقراءته، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأعراف: 204]، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: «نزلت هذه الآية في الصلاة»([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (19738).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (673).

([3])  انظر: الشرح الكبير لابن قدامة (2/13).