وَعَنْ أَبِي
مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: «عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا
قَرَأَ الإِْمَامُ فَأَنْصِتُوا»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
فهذا فيه: دليل على أنَّ
الإمام لا يستعجل بالتَّكبير حتَّى يتأكد من استقامة الصُّفوف واعتدالها.
«كَانَ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي»: هذا دليل على أنَّ الإمام يباشر تسوية الصُّفوف ويهتم
بها ويلاحظها، فإذا استتمت واستقامت كبَّر للإحرام.
هذا الحديث فيه: أنَّ الرَّسول صلى
الله عليه وسلم قال: «إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ
أَحَدُكُمْ»، وجاء في الأحاديث الأخرى صفة الإمام وأنَّه يكون أقرأ الحاضرين،
وأنَّه أعلم بفقه الصَّلاة، وفي الحديث الآخر: «يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ
لِكِتَابِ الله»([2]) فهذا الحديث فيه اشتراط
الإمام لصَّلاة الجماعة، ليقتدوا به.
«وَإِذَا قَرَأَ الإِْمَامُ فَأَنْصِتُوا» يعني: جهر بالقراءة، فإذا جهر بالقراءة «فَأَنْصِتُوا» فأنصتوا واستمعوا لقراءته، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: «نزلت هذه الآية في الصلاة»([3]).
([1]) أخرجه: أحمد رقم (19738).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد