×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلاَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم »، وهذا دليل على أنَّ المسلم لا يتكلم إلاَّ بعلم، لا يتكلم من عنده أو باجتهاده أو بظنه، لا، لا يتكلم إلاَّ بعلم، «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلاَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم »، فتعجبوا من ذلك، وقالوا له: لست أقدم منا صحبة للرَّسول، ولست أكثر منا مجيئًا إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم، كيف صِرت أعلمنا بصلاة الرسول؟ طلبوا منه أن يبيِّن ما عنده مما يصحح هذه الدَّعوة، فبيَّن رضي الله عنه، فوافقوه على دعواه لما بيَّن لهم بالدليل.

في هذا دليل على: أن الإنسان لا يتكلم إلاَّ بعلم، وإذا تكلَّم فإنَّه يُطالَب بالدَّليل على ما يقول أو ما يفعل.

قوله: «قَالُوا: فَاعْرِضْ»: هذا دليل على أنَّه يُطالَب من ادعى دعوة أن يثبتها وأن يبين هذه الدعوة.

قوله: «اعْتَدَلَ قَائِمًا»: دليل على أنَّه لا يكبِّر تكبيرة الإحرام إلاَّ إذا اعتدال قائمًا، فلا يكبر وهو لم يعتدل.

الرُّكوع: يمد ظهره فيه مستويًا كما كان النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يفعل، ويجعل رأسه حياله محاذيًا لظهره، لا يخفضه، وهذا التصويب، ولا يقنعه، يعني: يرفعه. ﴿مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ [إبراهيم: 43] يعني: رافعي رؤوسهم يوم القيامة، إذا ركع لا يقوِّس ظهره وإنَّما يمده مدًّا، ولا يرفع رأسه، ولا يخفضه؛ بل يكون مساويًا لظهره، هكذا يفعل الرَّسول صلى الله عليه وسلم في ركوعه.

قوله: «وَرَكَعَ، ثُمَّ اعْتَدَلَ»: يعني: اعتدل في ظهره لم يقوسه.


الشرح