وَلِلنَّسَائِيِّ
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «صَلَّى بِنَا
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُسْمِعْنَا قِرَاءَةَ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمْ نَسْمَعْهَا
مِنْهُمَا»([1]).
وَعَنْ عَبْدِ
الله بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: «سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ، أَقُولُ:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ
إِيَّاكَ وَالحَدَثَ، قَالَ: وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الحَدَثُ فِي الإِسْلاَمِ، يَعْنِي
مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ
أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ
يَقُولُهَا، فَلاَ تَقُلْهَا، إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَقُلْ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾([2]). رواه الخمسة إلا
أبا داود.
هذه الأحاديث التي مرت كلها تدل على أنه لا يجهر
بِبَسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وإنَّما يبدأ بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ فدل على أنها ليست من الفاتحة، إذ لو كانت من الفاتحة لجهروا بها. الرسول وأبو بكر وعمر وعثمان ما كانوا يجهرون بها، فلو كانت آية من الفاتحة لجهروا بها. فدل على: أنَّها آية مستقلة، ويقرؤها سرًّا، ليس معناها يتركها؛ لكن يقرؤون بها سرًّا قبل الجهر بالفاتحة. هذا مذهب جمهور أهل العلم، ولذلك فالأكثر لا تسمعونهم يجهرون بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بينما بعض الأئمة يجهرون بها، هؤلاء على مذهب من يرى
([1]) أخرجه: النسائي رقم (906).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد