×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

ومعنى قوله: «لا تقلها»، وقوله: «لا يقرؤونها» أو لا يذكرونها ولا يستفتحون بها، أي: جهرا؛ بدليل قوله في رواية تقدمت: «ولا يجهرون بها» وذلك يدل على قراءتهم لها سرا.

وعن قتادة قال: «سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: «كانت مدا»، ثم قرأ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1] يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ»([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

 

أنَّها من الفاتحة، وهم جماعة من أهل العلم، منهم الشافعي؛ ولكن السنة خلاف ذلك، أنها ليست من الفاتحة ولا يجهر بها.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «لاَ تَقُلْهَا»، وَقَوْله: «لاَ يَقْرَؤونَهَا» أَوْ لاَ يَذْكُرُونَهَا وَلاَ يَسْتَفْتِحُونَ بِهَا، أَيْ: جَهْرًا؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي رِوَايَةٍ تَقَدَّمَتْ: «وَلاَ يَجْهَرُونَ بِهَا»، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى قِرَاءَتِهِمْ لَهَا سِرًّا: هذا كلام المؤلف رحمه الله، عبد الله بن المغفل عدَّ هذا من الإحداث، أي: من الحدث، الجهر بها عدَّه من الحدث يعني: من البدعة؛ لأنه ما كان الرسول ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان يجهرون بها، فهذا حدث، والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»([2])، يحذرون من الإحداثات في الدين.

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يظهر مد الحروف فيقول:﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢* ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣[الفَاتِحَة: 1-3]، ولا يحذفها حذفًا، هكذا كانت قراءة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5046).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).