ومعنى قوله: «لا
تقلها»، وقوله: «لا يقرؤونها» أو لا يذكرونها ولا يستفتحون بها، أي: جهرا؛ بدليل
قوله في رواية تقدمت: «ولا يجهرون بها» وذلك يدل على قراءتهم لها سرا.
وعن قتادة قال:
«سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: «كانت مدا»، ثم قرأ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ [الفَاتِحَة: 1] يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ،
وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ»([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
أنَّها من الفاتحة،
وهم جماعة من أهل العلم، منهم الشافعي؛ ولكن السنة خلاف ذلك، أنها ليست من الفاتحة
ولا يجهر بها.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «لاَ
تَقُلْهَا»، وَقَوْله: «لاَ يَقْرَؤونَهَا» أَوْ لاَ يَذْكُرُونَهَا
وَلاَ يَسْتَفْتِحُونَ بِهَا، أَيْ: جَهْرًا؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي رِوَايَةٍ
تَقَدَّمَتْ: «وَلاَ يَجْهَرُونَ بِهَا»، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى قِرَاءَتِهِمْ
لَهَا سِرًّا: هذا كلام المؤلف رحمه الله، عبد الله بن المغفل عدَّ هذا من
الإحداث، أي: من الحدث، الجهر بها عدَّه من الحدث يعني: من البدعة؛ لأنه ما كان
الرسول ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان يجهرون بها، فهذا حدث، والنَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ
رَدٌّ»([2])، يحذرون من
الإحداثات في الدين.
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يظهر مد الحروف فيقول:﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢* ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣﴾[الفَاتِحَة: 1-3]، ولا يحذفها حذفًا، هكذا كانت قراءة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5046).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد