وَرَوَى ابْنُ
جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: «أَنَّهَا
سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ
قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: ﴿بِسۡمِ
ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفَاتِحَة: 1] ﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الفَاتِحَة:2] ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [ [الفَاتِحَة: 3﴾ ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفَاتِحَة4]([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.
وكان يقف على رأس كل
آية، هكذا كانت قراءة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، هذا المد الوارد عن الرسول
صلى الله عليه وسلم.
أمَّا المد الذي
يذكره علماء التجويد فهو مد آخر، وذلك أن حرف اللين الذي هو الألف والواو والياء
إذا جاء بعدها همز، فإنهم يمدونها، هذا المد بمقدار يقولون: أكثر شيء مقدار أربع
حركات، هذا عند علماء التجويد، وليس هو المد المذكور هنا.
«كَانَ يَقْطَعُ
قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً»: وهذا من صفة قراءته صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف
على رؤوس الآيات ولا يصل بعضها ببعض، هذا هو المستحب والسُّنَّة.
أمَّا لو وصل بعضها
ببعض، لا سيما إذا كانت الآيات بعضها مرتبط ببعض، فلا مانع من القرن بينها؛ لكن
الأولى الفصل.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4001)، والترمذي رقم (2927)، وأحمد رقم (26583).
الصفحة 5 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد