×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لاَ يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»([1]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

 

والشاهد من الحديث: أنه قرأ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ مع السورة فدل على أنَّها منها.

هذا دليل للجمهور على أنَّ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ليست من السورة، وإنَّما هي للفصل بين السور، ولذلك تجدونها في أول كل سورة، بين كل سورتين ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ فاصلة إلاَّ سورتي براءة والأنفال ليس بينهما ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ:

قيل: لأنَّهما سورة واحدة؛ لأن موضوعهما واحد القتال في سبيل الله.

وقيل: لأنَّ سورة التوبة تتضمن الرد على المنافقين والغضب عليهم، ووعيدهم بالنار، فلا يناسبها البدء بـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ يعني: هذه آية رحمة لا تناسب هذا المقام - والله أعلم.

******


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (788)، والبيهقي في «الشعب» رقم (2125).