وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ
أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا،
فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا
سُورَةٌ» فَقَرَأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿إِنَّآ
أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ٢ إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ﴾[الكَوثَر: 1-3] ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟». وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
الشاهد من هذا
الحديث أنَّه يدل أن: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ من السورة لأنَّه قرأ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ مع سورة الكوثر، فدل على أنها منها. هذا من أدلة القائلين بأن ﴿بِسۡمِ
ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ من الفاتحة، والكوثر
فيه قولان لأهل العلم:
الأول: النهر الذي أعطاه
الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، نهر يصب في الحوض، حوض النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم تشرب منه الأمة يوم القيامة: «مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ
بَعْدَهُ أَبَدًا»([2]) هذا هو الرسول، أعطاه
الله الكوثر، وهو نهر في الجنَّة، وأعطاه الحوض هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
الثاني: الخير الكثير، أعطاه الخير الكثير، ولا اختلاف بين القولين، نهر الكوثر والخير الكثير كله أعُطيه الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن فسَّر بهذا فقد أخذ ببعض المعنى، ومن فسَّر بذاك أخذ بالبعض الآخر، وهكذا المفسرون لا يختلفون اختلاف تضاد، وإنَّما يختلفون اختلاف تنوع، كلٌّ منهم يأخذ بتفسير من تفسير الآية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد