وَعَنْ عَبْدِ
الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أنْ آخُذُ شَيْئًا مِنَ
الْقُرْآنِ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي، قَالَ: قُلْ: «سُبْحَانَ اللَّهِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ. وَلَفْظُهُ:
فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَعَلَّمَ
الْقُرْآنَ فَمَا يُجْزِينِي فِي صَلاَتِي... فَذَكَرَهُ»([2])
فَاقْرَأْ، وَإِلاَّ
فَاحْمَدْ الله وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ ثُمَّ ارْكَعْ» هذا دليل على أن
القراءة تسقط عمن لا يحسنها؛ لكنه لا يترك الصلاة، يصلي على حسب حاله، ويأتي بدل
الفاتحة بهذا الذكر.
هذا كالحديث الذي
قبله، أن هذا الرجل جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه لا يستطيع
أخذ شيء من القرآن، أو لا يستطيع أن يتعلم شيئًا من القرآن، فماذا يجزئه في صلاته؟
علمه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الذكر، فهو يفسِّر الحديث الذي
قبله؛ لأن الحديث الذي قبله مجمل وهذا فسر المراد بهذه الألفاظ.
قوله: «سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلاَ إلَهَ إلاَّ الله، وَالله أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاَلله» خمس كلمات تفسر قولهُ في الحديث الذي قبله، أن يقول: «سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلاَ إلَهَ إلاَّ الله، وَالله
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (832)، والنسائي رقم (924)، وأحمد رقم (19110).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد