×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

قال الإمام ابن القيم: الحكمة في قراءة هاتين الآيتين: أنهما في التوحيد ﴿قُولُواْ َامَنَّا بِٱللَّهِ إلى آخره هذا في توحيد الربوبية، ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا هذا في توحيد الألوهية، فهاتان الآيتان تضمنتا نوعي التوحيد: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فلذلك كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما.

وفي ذلك دليل على: القراءة من وسط السورة أيضًا، أنه ما يلزم أن يبدأ بالسورة من أولها، ولا يلزم أنه يكملها، فقرأ من وسط السورة في الموضوعين.

ولأنَّ النصارى يعبدون المسيح، واليهود يعبدون عزيرًا، فالله جل وعلا أمرنا أن ندعوهم نقول: ﴿تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُم عدل بيننا وبينكم ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ ولم يقبلوا ولم يتركوا عبادة المسيح ﴿فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ، فدل على أن الذي يعبد غير الله يكون غير مسلم، وأن النصارى غير مسلمين، الذين يعبدون المسيح غير مسلمين، فيهم من يقول الآن أنهم مسلمون، لا ليسوا مسلمين وهم يعبدون غير الله عز وجل، إنما النصارى الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، فهؤلاء هم المسلمون، أمَّا من يعبد غير الله فهو غير مسلم وإن كان ينتسب إلى أهل الكتاب.

***


الشرح