وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لأُِبَيٍّ: «إِنَّ
اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: ﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾[البينة] »([1]). وَفِي
رِوَايَةٍ: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ». قَالَ:
وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَبَكَى»([2]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الشاهد من هذا: أنه استمع إلى
قراءة ابن أم عبد، الذي هو ابن مسعود، ودل على فضل قراءته رضي الله عنه.
هذا دليل على: فضل قراءة أبي بن
كعب رضي الله عنه وهو قارئ الصحابة المشهور.
ويروى أنه ما حفظ
القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كله، إلاَّ هؤلاء الأربعة، الله جل وعلا
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه أبي بن كعب سورة ﴿لَمۡ
يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾، وفي رواية: «أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ»، هذا يدل على
فضلهِ، وفضل قراءته، وهذا محل الشاهد، أنه إذا قرأ بها في الصلاة صحت القراءة.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3809)، ومسلم رقم (799).
الصفحة 5 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد