وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَرِيضًا - كَذَا قَالَ - كَمَا أُنْزِلَ،
فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
أبي حذيفة، وصار
مولى له، وهو من أفاضل الصحابة ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، ومن المهاجرين،
وهو الذي حمل راية المسلمين في قتال مسيلمة الكذاب، وقُتل رضي الله عنه شهيدًا في
هذه المعركة من جملة القراء الذين قتلوا في معركة اليمامة، انظروا حملة القرآن، هم
الذين يحملون السيوف ويجاهدون في سبيل الله عز وجل.
مما يدل على فضل
سالم مولى أبي حذيفة أن عمر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة، قال: لو كان سالم مولى
أبي حذيفة حيًّا لاستخلفته على المسلمين.
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ
يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَريضًا» وفي رواية: «غَضًّا» والمعنى واحد.
قوله: «كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»: عبد الله بن مسعود. النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ عليه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: «نَعَمْ» فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: ﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا﴾ [النساء: 41]، قَالَ: «حَسْبُكَ الآنَ» فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ»([2]) عليه الصلاة والسلام.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9754).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد