وَعَنْ جَابِرٍ
رضي الله عنه قَالَ: «اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ
وَهُوَ قَاعِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَلِمُسْلِمٍ
وَالنَّسَائِيُّ قَالَ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الظُّهْرَ وَأَبُو بَكْرٍ خَلْفَهُ، فَإِذَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم كَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُنَا»([2]).
هذا في قصة مرض النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم،
وأنه تقدم أبو بكر يصلي في النَّاس نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم إن
الرسول صلى الله عليه وسلم أحس من نفسه خفة، فخرج عليه الصلاة والسلام، خرج إليهم
من حجرته، وهم يصلون خلف أبي بكر، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، ولم يدرِ أن
الرسول جاء، فالنَّاس سبحوا فلحظ أبو بكر أن الرسول قد جاء، انتهى الرسول صلى الله
عليه وسلم إلى مكان الإمام وجلس لأنه مريض.
وفي هذا: أن المريض يصلي
قاعدًا، وأن إمام الحي الإمام الراتب إذا اعتلَّ يصلي بالجماعة جالسًا إذا كان
يُرجى زوال المانع، هذا خاص بإمام الحي، الإمام الراتب يصلي جالسًا إذا كان
مريضًا.
وصار أبو بكر على يمينه، والرسول عن اليسار، هذا موقف الإمام، الرسول جالس وأبو بكر واقف، وأصحابه واقفون؛ لأنهم بدؤوا الصلاة وهم وقوف، يستمرون على وقوفهم، فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يكبر وأبو بكر يبلغ تكبير الرسول صلى الله عليه وسلم لمن خلفه، فهذا الحديث فيه مسائل:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (413).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد