وَعَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الواقعة: 74]، قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ»، فَلَمَّا نَزَلَتْ: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى]، قَالَ:
«اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.
لما نزلت: ﴿فَسَبِّحۡ
بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ﴾ في آخر سورة
الواقعة، وفي آخر سورة الحاقة، قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا»
يعني: هذه الكلمة، سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ «فِي رُكُوعِكُمْ» هذا
الذكر الذي يقال في الركوع، ولما نزل قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ قال: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ».
هذا فيه: بيان الذكر الذي
يقال في الركوع والذي يقال في السجود، وما الحكمة في أنه في السجود يقول: «سُبْحَانَ
رَبِّي الأَْعْلَى»، وفي الركوع يقول: «سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ»؟
لأن الركوع تعظيمٌ
لله - ولهذا لا يجوز أن يركع لمخلوق؛ لأن الركوع والانحناء للمخلوق عبادة، ولا
تجوز إلاَّ لله.
وأما قوله في السجود: «سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى»؛ لأن السجود أبلغ في الخضوع؛ حيث يضع جبهته التي هي أعز شيء في جسمه، يضعها على الأرض تعظيمًا لله سبحانه وتعالى، فناسب قول: «سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى»، فالله جل وعلا هو الأعلى فوق سماواته، مستوٍ على عرشه فوق مخلوقاته، فناسب ذلك عند كون العبد يضع جبهته على الأرض - وهذا أبلغ الخضوع لله عز وجل - أن يقول: «سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى»، والأعلى على مخلوقاته سبحانه بذاته وبقدرته وبقهره فوق مخلوقاته، ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦ﴾ [الأنعام: 18]، م
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (869)، وابن ماجه رقم (887)، وأحمد رقم (17414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد