وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَالَ الإِْمَامُ:
سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ
قوله: «ثُمَّ يُكَبِّرُ
حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ
يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ»: هذه تُسمى تكبيرات
الانتقال، يعني: الانتقال من ركن إلى ركن، تنتقل من ركن القيام إلى ركن الركوع إلى
ركن السجود إلى ركن الارتفاع من السجود، وهكذا تسمى تكبيرات الانتقال، وتكون أثناء
الانتقال بين الركنين، فلا تكبر قبل أن تنتقل، ولا تكبر بعد ما تنتقل وتدخل في
الركن الثاني، وإنما تكبر أثناء انتقالك من ركن إلى ركن. هذا محله.
قوله: «وَيُكَبِّرُ
حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ»: يعني: من التشهد الأول.
وَفِي رِوَايَةٍ
لَهُمْ: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»: ورد: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»
بدون واو، «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، «اللهمَّ رَبَّنَا لَكَ
الْحَمْدُ»، «اللهمَّ رَبَّنَا ولَكَ الْحَمْدُ» أربع روايات كلها
والحمد لله جائزة ومجزئة.
هذا فيه دليل على: أن التسميع من حق
الإمام، وأما المأموم فلا يقول: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» وإنما يقول:
«رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، فالإمام والمنفرد يقولون: «سَمِعَ الله
لمَنْ حَمِدَهُ»، وأما المأموم فيقول: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
هل يجمع بينهما كل مصلٍّ من إمام ومأموم ومنفرد، يقول: «سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»؟
([1]) أخرجه: البخاري رقم (689)، ومسلم رقم (409).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد