وَعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا
رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: «اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ،
مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الأَْرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ
مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لاَ مَانِعَ لِمَا
أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ
الْجَدُّ»([1]). رَوَاهُ
مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
اختلف العلماء فيها
على أقوال:
القول الأول: يجمع بينهما كل
مصلٍّ من إمام ومأموم ومنفرد يقول: «سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا
وَلَكَ الْحَمْدُ»، يجمع بينهما.
القول الثاني: أن الإمام يقتصر
على قول: «سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ»، والمأموم يقتصر على قول: «رَبَّنَا
وَلَكَ الْحَمْدُ».
القول الثالث: أن الإمام
والمنفرد يجمعون بينهما، وأما المأموم فيقتصر على: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ».
هذا فيه الزيادة
على: «سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» أنه يستحب
أن يزيد هذا الذكر: «مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَْرْضِ وَمِلْءَ مَا
شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ» يخاطب الله جل
وعلا.
«أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ: اللهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ»([2])،﴿مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2]، لا أحد
([1]) أخرجه: مسلم رقم (477).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد