يعطي ما منعه الله
ولا أحد يمنع ما أعطاه الله عز وجل، هذا فيه تفويض الأمر كله إلى الله جل وعلا.
قوله: «وَلاَ
يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»: بالفتح يعني: الحظ والمال
والجاه، لا ينفعه جده مهما أوتي من المال والجاه والمكانة، لا ينفعه إلاَّ العمل
الصالح.
«وَلاَ يَنْفَعُ ذَا
الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»: أي من الله: ﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم
بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي
ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ﴾ فالأموال والجاه
هذه أمور دنيا تروح، ولا يبقى إلاَّ العمل الصالح الذي يتقرب به إلى ربه سبحانه
وتعالى: ﴿وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ
أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
٣٦ وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم
بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ﴾ [سبأ: 35- 37] إلى آخر الآيات،
فهذا معنى «وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ»: فلا يعتمد
الإنسان على جده ومكانته وماله وجاهه.
***
الصفحة 4 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد