وفي الحديث الآخر: «فَلاَ
يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ»: لأن البعير أول ما يقع على الأرض يداه،
ثم ركبتاه، هذا شيء ملاحظ من بروك البعير، أنه يبرك على يديه أولاً، ثم يضع
ركبتيه.
نحن أُمرنا أن لا
نتشبه بالبعير، من جملة المنهيات النهي عن التشبه بالبهائم في الصلاة، وسيأتي بيان
هذا. هذه إحداها، أن لا نتشبه بالبعير في بروكه؛ بل نخالف صفة بروك البعير، فنضع
ركبتينا قبل يدينا، فأول ما يقع على الأرض من الإنسان ركبتاه، والبعير أول ما يقع
على الأرض يداه، وآخر ما يقع على الأرض منا اليدان، بخلاف البعير على العكس، فهذه
تشرح رواية النهي عن التشبه بالبعير. تشرح حديث وائل بن حجر وتؤيده أيضًا، وهذه
الصفة قال بها جمع من العلماء وأخذوا بها.
والمصنف كما ترون
يقول: رواية وائل بن حجر أصح من حديث أبي هريرة، حديث أبي هريرة على العكس: يضع
يديه قبل ركبتيه، هذه توافق بروك البعير، أي: أن رواية أبي هريرة توافق بروك
البعير تمامًا، ونحن نُهينا عن التشبه بالحيوانات، فالإنسان حينما يهوي إلى السجود
أول ما يقع على الأرض مؤخرته، وآخر ما يقع على الأرض مقدمته، خلاف البعير أول ما
يقع على الأرض عند بروكه مقدمته، وآخر ما يقع على الأرض مؤخرته.
وعند القيام من السجود أول ما يرتفع من الإنسان مقدمته، وآخر ما يرتفع مؤخرته، البعير بالعكس، عندما يقوم البعير فإن أول ما يرتفع منه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد