×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي»([1]). رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْنُ مَاجَهْ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي»([2]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُد، إلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: «وَعَافِنِي مَكَانَ: وَاجْبُرْنِي([3]).

 

ففي هذا ردٌّ على من يقول: إنه لا يلزم إطالة القيام بعد الركوع، ولا إطالة الجلسة بين السجدتين، وأنه يكفي أدنى رفع فاصلاً بين الركنين، هذا غلط.

ما يقوله في الجلوس بين السجدتين، يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» ويكرر ذلك ثلاثًا أو أكثر، وإن أتى بواحدة فقط أجزأت؛ ولكن كونه يكرر ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو تسعًا أو عشرًا لا شك أن هذا أفضل، ويزيد عليه: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي»([4])، أيضًا هذا وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يضيف إلى قوله: «رَبِّ اغْفِرْ لِي».

في أنه لا يقتصر على قول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» مجزئ وكافٍ؛ ولكن يستحب أن يزيد عليه ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الدعوات المباركات: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي».

***


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (850)، والترمذي رقم (284)، وابن ماجه رقم (897).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (850)، والترمذي رقم (284)، والنسائي رقم (1617).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (850).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (2697).