وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ
أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى
عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» هذا هو التشهد الأول وما
يقال فيه.
ومعنى: «التَّحِيَّاتُ
لله»: جميع التعظيمات، فهي لله، فهو المستحق للتعظيم كله.
قوله:
«وَالصَّلَوَاتُ»: الدعوات، «وَالصَّلَوَاتُ»: ذات الركوع والسجود لله أيضًا: ﴿قُلۡ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، ﴿فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكوثر: 2] والصلاة لله جل وعلا،
جميع الصلوات، ولا يجوز أن يصلَّى لغير الله عز وجل وهي عبادة عظيمة.
«وَالطَّيِّبَاتُ»: الكلمات الطيبات
والأعمال الطيبات وكل شيء طيب، فإنه لله عز وجل، «إِنَّ الله طَيِّبٌ لاَ
يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا»([1]) فالطيبات من
الأقوال، والطيبات من الأعمال، والطيبات من كل ما يُتقرب به إلى الله جل وعلا، فهو
لله لا يشاركه فيه غيره.
ثم: «السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»: تسلم على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، فقد بيَّن في هذا الحديث كيف نسلم عليه، بأن نقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»: وهذا خطاب استحضار ليس خطاب حضور، النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليس حاضرًا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وإنما هو سلام استحضار ولا يقال بهذا اللفظ إلاَّ بالتشهد الأول لصحة الحديث به.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1015).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد