وأما الصلاة عليه
فقد سألوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك؟ إن الله علمنا كيف نسلم
عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ،
وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ،
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»([1]) هذه صفة الصلاة عليه
في التشهد الأخير.
ثم يتخير من الدعاء،
يعني: يدعو بعد التشهد الأول بما يسر الله له دعاءً قليلاً وخفيفًا لأجل أن ينهض
لبقية الصلاة.
«السَّلاَمُ
عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ» بعدما تُسَلِّم على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، تُسَلِّم على نفسك والحاضرين، وتسلم على عباد الله
الصالحين في السموات وفي الأرض، كل عبد صالح حيًّا كان أو ميتًا تسلم عليه، ثم
تأتي بالشهادتين: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»: وبهذا ينتهي التشهد الأول.
قوله: «ثُمَّ لِيَتَخَيَّرَ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إلَيْهِ فَلْيَدْعُ بِه رَبَّهُ عز وجل »: «أَعْجَبَهُ إلَيْهِ»: يعني الدعاء الذي يحتاجه المسلم ويتيسر له يدعو به.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6357)، ومسلم رقم (406).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد