×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَفِي لَفْظٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لله...» وَذَكَرَهُ، وَفِيهِ عِنْدَ قَوْلِهِ: «وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» وَفِي آخِرِهِ، «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ»([1]) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلأَِحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: «عَلَّمَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ النَّاسَ: التَّحِيَّاتُ لله»([2]) وَذَكَرَهُ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَصَحُّ حَدِيثٍ فِي التَّشَهُّدِ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ.

 

هذا تشهد ابن مسعود برواياته التي أوردها المؤلف رحمه الله وهو أصح أنواع التشهد، ولذلك اختاره الأكثر من العلماء.

قوله: «التَّحِيَّاتُ»: أي جميع التعظيمات لله عز وجل؛ لأنه لا يستحق التعظيم بأنواعه إلاَّ الله سبحانه وتعالى. «التَّحِيَّاتُ لله»: أي لا غيره، فلا يعظم المخلوق مثل تعظيم الخالق.

قوله: «وَالصَّلَوَاتُ»: جميع الصلوات، ومنها الدعاء؛ لأن الدعاء صلاة، والصلاة ذات الركوع والسجود، فجميع الصلوات لله عز وجل، لا يجوز أن يُصَلَّى لغيره، ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (831)، ومسلم رقم (402)

([2])  أخرجه: أحمد رقم (3562)