ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام: 162- 163]، فالصلوات كلها لله
جل وعلا، فلا يجوز أن يركع ويسجد لغيره، ولا يجوز أيضًا أن يُدْعَى غيرُه؛ لأن
الدعاء صلاة أيضًا، فلا يجوز أن يُدْعَى غير الله - ولهذا قال: «وَالصَّلَوَاتُ»:
يعني الصلوات لله جل وعلا.
قوله: «وَالطَّيِّبَاتُ»: كل قول طيب وفعل
طيب، فإنه لله سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه طيب ولا يقبل إلاَّ طيبًا، فكل الطيبات
من الأقوال والأعمال كلها لله عز وجل، هو الذي يستحقها.
قوله: «السَّلاَمُ
عَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّ»: هذه تحية للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، فبعد ما قال: «التَّحِيَّاتُ
لله» أيضًا سلم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
والمراد بالسلام:
الدعاء له بالسلامة من كل مكروه، أو أن السلام اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى،
معناه: اسم الله عليك ليحفظه سبحانه ويكرمه، «أَيُّهَا النَّبِيُّ»: خطاب
للنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وإن كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليس حاضرًا،
وإنما هذا ليس معناه دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، أو طلب شيء من النَّبِي،
وإنما هذا طلب للنَّبِيّ، بأن يسلم الله عليه، وليس هو طلب من النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم.
وهذا خطاب استحضار،
ليس خطاب حضور، خطاب استحضار للنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يزال ذكره صلى
الله عليه وسلم في قلب كل مسلم وعلى لسان كل مسلم.
قوله: «وَرَحْمَةُ الله»: الرحمة من الله عز وجل، صفة من صفات الله يرحم بها من يشاء من عباده، وهي رحمة واسعة: ﴿وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد