كُلَّ شَيۡءٖۚ﴾ [الأعراف: 156]، فالرحمة صفة من
صفات الله يرحم بها من يشاء من عباده.
قوله:
«وَبَرَكَاتُهُ»: جمع بركة، والبركة هي ثبوت الخير ودوامه، هذه البركة ثبوت الخير ودوام
الخير للنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن سلم على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سلم على نفسه، وعلى كل عبد صالحٍ في السماء والأرض.
قوله: «السَّلاَمُ
عَلَيْنَا»: أي الحاضرين، بداية بنفس المسلم.
قوله: «وَعَلَى
عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ»: كل عبد صالح في السماء والأرض، فإنك تسلم عليه في
صلاتك؛ لأنَّ المؤمنين إخوة في كل زمان ومكان، سواء كانوا حاضرين أو ميتين أو
غائبين، كلهم إخوة، فلا تَخُصَّ السلام على نفسك فقط، إنما تسلم على كل عباد الله
الصالحين، من الملائكة والرسل والصالحين من عباد الله «السَّلاَمُ عَلَيْنَا
وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ».
ثم بعد ذلك تأتي بالشهادتين، تقول: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله»: أي أُقِرُّ وأعترف وأعتقد أنه لا يستحق العبادة إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فهذا إقرار بالتوحيد ونفيٌ للشرك بجميع أنواعه، فمن أشرك بالله فقد ناقض هذه الشهادة، وإن نطق بها، فإنه إذا أشرك بالله ناقضها وأبطلها، إذا قال: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله» وجب عليه أن يخلص العبادة بجميع أنواعها لله عز وجل، ولا يشرك معه غيره.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد