×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 قوله: «لاَ إلَهَ إلاَّ الله»: لا معبود بحق إلاَّ الله، وكل ما عُبِدَ غيره فهو باطل، هذا فيه إثبات التوحيد ونفي الشرك بجميع أنواعه.

قوله: «وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»: بعد أن شهدت «أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله» شهدت لله بالوحدانية، تشهد لنبيه بالرسالة، فتعتقد وتنطق بلسانك وتُقِرُّ أن محمدًا رسول الله، فتَتَّبِعُه وتطيعه، تنقاد له، تحبه، تمتثل أوامره، تجتنب نواهيه، تقتصر على ما شرعه، ولا تعبد ربك بعبادة لم يأت بها هذا الرسول، كل هذا يدخل في: «أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَا رَسُولُ الله».

ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في «الأصول الثلاثة» في معنى: «أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَا رَسُولُ الله» قال: «طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلاَّ بما شرع»، هذا معنى: «أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَا رَسُولُ الله»، فليست لفظة تُقال باللسان فقط، وإنما هي إقرار واعتراف والتزام بمعناها ومدلولها، وإلا فالشهادة باللسان فقط - مع مخالفتها في الاعتقاد وفي الأفعال - لا تغني شيئًا، ولا تنفع صاحبها، ثم قال: «عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»: «عَبْدُهُ» هذا ردٌّ على الغلاة الذين يُغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدَّعون له من الألوهية شيئًا، ويرفعونه فوق منزلته، فليس له في الألوهية شيء، وإنما هو عبد من عباد الله، عبد وليس إلهًا، وإذا كان عبدًا، فلا يُطلب منه شيء، ولا يُدعى من دون الله عز وجل؛ لأنه عبد، وهذا شرف له صلى الله عليه وسلم أنه عبد الله.


الشرح