ولهذا وصفه الله
بالعبودية في أعز المقامات، وصفه بأنه عبده في الإسراء والمعراج: ﴿سُبۡحَٰنَ
ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾ [الإسراء: 1] قال: ﴿بِعَبۡدِهِۦ ِ﴾ هو عبد، هذا شرف له
في أرفع المقامات وهو الإسراء والمعراج.
وصفه بالعبودية في الوحي والإنزال: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا﴾،هذا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا﴾ وصفه بالعبودية في مقام الوحي والإنزال، فهذا في مقام التحدي، تحدي المشركين ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ﴾ [البقرة: 23] تحداهم ووصفه بالعبودية، وهذا أرفع مقام له صلى الله عليه وسلم، ولما قال له قومٌ: أَنْتَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، قَال: «قُولُوا: بِقَوْلِكُمْ، أو بعض قولكم، إِنَّما أَنَا عَبْدَ، فَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي»([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ»، النصارى قالوا: المسيح ابن الله، أو هو الله، أو هو ثالث ثلاثة، فغَلَوْا في المسيح وأنزلوه منزلة الرب، تعالى الله عما يقولون، والرسول نهى عن ذلك، قال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدَ، فَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ»([2])، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذَّب؛ بل يُطاع ويُتَّبَع. هذه من عبارة الشيخ رحمه الله في الأصول الثلاثة؛ «لأنه عبد لا يُعبد ورسول لا يُكذب عليه الصلاة والسلام »، هذا هو التشهد الأول الذي في وسط الصلاة، ويأتي التشهد الأخير.
([1]) أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10006)، وأحمد رقم (12551).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد