قوله: «إذَا قَعَدَ
أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لله»: «إذَا قَعَدَ»:
يعني: إذا جلس للتشهد «إذَا قَعَدَ»: هذا دليل على أنه لا يصح التشهد إلاَّ
بالجلوس، ولا يتشهد وهو قائم، إنما يتشهد وهو جالس، فالجلوس للتشهد ركنٌ من أركان
الصلاة، فلو فعله وهو غير جالس لم يصح.
قوله: «وَعَلَى
عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ. فَإِنَّكُمْ إذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَقَدْ
سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ لله صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ»: في هذه الزيادة: «فَإِنَّكُمْ
إذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ»: يعني قلتم: السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ
الله الصَّالِحِينَ، «فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ لله صَالِحٍ فِي
السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ».
قوله: «ثُمَّ
يَتَخَيَّرُ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ»: يدعو بعد التشهد، يدعو بما
يسر الله له من أمور الدنيا والدين، فهذا فيه دليل على أنه يدعو بما تيسر له بما
لا يخالف الكتاب والسُّنَّة.
قوله: وَلأَِحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: «عَلَّمَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ النَّاسَ: التَّحِيَّاتُ لله»: عبد الله: يعني ابن مسعود، لا يزال الحديث حديث ابن مسعود برواياته، من تأكيدات أن هذا من التشهد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن مسعود، فكونه علمه إياه هذا دليل على تأكيده ووجوبه، «كما يعلمه السورة من القرآن»: تأكيد بعد تأكيد، علمه كما يعلمه السورة من القرآن، وكذلك من التأكيد: «يدي بيده»: يعني يد ابن مسعود في يد الرسول صلى الله عليه وسلم كما في أول الحديث، كل هذه تأكيدات أن ابن مسعود رضي الله عنه تلقى هذا التشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد