وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا
جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ
الْيُمْنَى الَّتِي تَلِي الإِْبْهَامَ، فَدَعَا بِهَا وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى
رُكْبَتِهِ بَاسِطَهَا عَلَيْهَا». وَفِي لَفْظٍ: «كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي
الصَّلاَةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ
أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِْبْهَامَ،
وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى»([1]). رَوَاهُمَا أَحْمَدُ
وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
قوله: «وَرَفَعَ أُصْبُعَهُ الْيُمْنَى
الَّتِي تَلِي الإِْبْهَامَ فَدَعَا بِهَا»: وهي السبَّابة، «فَدَعَا
بِهَا»: يعني: يشير بها عند الدعاء، إذا جاء لفظ الجلالة أشار بها، إشارة إلى
التوحيد.
قوله: «وَيَدُهُ
الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ بَاسِطُهَا عَلَيْهَا»: أما اليسرى فإنه يضعها على
فخذه اليسرى مبسوطة الأصابع مضمومة، ولا يقبض منها شيئًا.
قوله: «كَانَ إذَا
جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى
وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا»: هذه صفة ثانية «قَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا»
ولا يحلق كما سبق، يقبض أصابعه الثلاثة كلها الخنصر والبنصر والوسطى يقبضها ويشير
بالسبَّابة، هذه صفة ثانية، «قَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا» يعني: الثلاثة:
الخنصر والبنصر والوسطى.
قوله: «وَأَشَارَ
بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تَلِي الإِْبْهَامَ»: وأما أصبعه التي تلي
الإبهام وهي الرابعة فإنه يشير بها إلى التوحيد يرفعها.
قوله: «وَوَضَعَ
كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى»: كما سبق.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (580).
الصفحة 3 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد