إلى آخره، فهم
علِموا السلام، كيف يسلمون على النَّبِيِّ، «السَّلاَمُ عَلَيْك أَيُّهَا
النَّبِيُّ»، ويسألون عن الصَّلاة كيف يصلون عليه؟
يعني: ما هي الصيغة
التي يقولونها؟ هذا فيه دليل على أن العبادات لا بد من الرجوع فيها إلى الأدلة في
أصلها، وفي كيفيتها ولا أحد يخترع من عنده أو يستحسن شيئًا أو يقلد غيره، لا بد أن
تكون متوقفة على الأدلة، ومن أشكل عليه شيء يسأل أهل العلم، كما سألوا النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم، سأله بشير بن سعد والد النعمان بن بشير رضي الله عنهما، سأله
في هذا المجلس.
النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم لم يستعجل في الإجابة. وهذا فيه: أن المسؤول يتأنَّى في الإجابة وفي
الفتوى ولا يستعجل، ثُمَّ إن الصَّحابة صار عندهم توجس من سكوت الرسول صلى الله
عليه وسلم، ظنوا أنَّ الرسول لم يحب سؤاله أو لم يرغب في سؤاله، وهم كانوا يتأدبون
مع الرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا: ليته لم يسأله ظانين أن الرسول لم يرغب في
إجابته.
ثُمَّ أجابه صلى
الله عليه وسلم بقوله: «اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّك
حَمِيدٌ مَجِيدٌ» هذه هي الصيغة التي يأتي بها المسلم في التشهد الأخير حينما
يصلي على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن لهم ذلك، وأجاب السائل عن ذلك؛ لكن ما المراد: بـ«الآلِ»؟ المراد به: آل الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك أقوال كثيرة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد