×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

ذكرها الشوكاني في «نيل الأوطار»، ولكن أقربها أن في باب الزكاة «الآلِ» الذين تحرم عليهم الزكاة أنَّهم قرابة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل بن أبي طالب، وآل العباس بن عبد المطلب، هؤلاء هم آل الرسول الذين تحرم عليهم الزكاة، «إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِي أَوْسَاخ أموال النَّاسِ»([1])، وأمَّا في غير الزكاة فالمراد بـ«الآلِ»: الأتباع على دينه هم آله، فأتباع الإنسان يسمون آله، كما في قصة فرعون: ﴿أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ[غافر: 46] أتباع فرعون - والعياذ بالله - وفيهم فرعون، فالإنسان يدخل في آله، إذا قيل: آل فلان يدخل فيهم الإنسان، فهذا هو الأقرب.

أن المراد بـ«الآلِ» في باب الزكاة الذين تحرم عليهم الزكاة ويستحقون الخمس من الغنيمة أو من بيت المال، أنَّهم قرابة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نسبًا.

وأمَّا «الآلِ» في غير ذلك فالمراد بهم أتباعه على دينه.

آلُ النَّبِيِّ هُمْ أَتْبَاعُ مِلَّتِهِ *** مِنْ الأَْعَاجِمِ وَالسُّودَانِ وَالْـعَرَبْ

لَوْ لَمْ يَكُنْ آلُهُ إلاَّ قَرَابَتَهُ *** صَلَّى الْمُصَلِّي عَلَى الطَّاغِي أَبِي لَهَبْ([2])

 هذا في الوجه الثاني أن المراد بـ«الآلِ» أتباع الرسول على دينه، يدخل فيهم أهل بيته من باب أولى، أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1072).

([2])  من شعر نشوان الحميري نيل الأوطار (2/327).