×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

 فيذكر الله ويدعوه، ثم يقوم ولا يسلم، ثُمَّ يصلي التاسعة، ثم يجلس يذكر الله ويدعوه، ثُمَّ يسلم تسليمةً واحدة، فهذا الحديث فيه مسائل:

المسألة الأولى: أنَّ عدد ركعات الوتر تنتهي إلى تسع، لا يسلِّم إلاَّ في آخرها، لكنه يجلس بعد الثامنة فيدعو الله ويذكره، ثُمَّ يقوم ويأتي بالتاسعة، ثُمَّ يجلس ويذكر الله ويدعوه، ثم يسلِّم تسليمة واحدة يرفع بها صوته.

المسألة الثانية: أنَّه يسلم تسليمة واحدة، وهذا يوافق الترجمة: من اجتزأ بتسليمة واحدة وهذا في الوتر كما ترون تسليمة واحدة، وأيضًا في هذه التسليمة يقتصر على قوله: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ» ولا يقول: ورحمة الله، كان هذا في أول الأمر، ثمَّ لما كبِر عليه الصلاة والسلام صار يوتر بسبع يجلس بعد السادسة، كما كان يجلس بعد الثامنة، ثُمَّ يقوم ويأتي بالسابعة، ثُمَّ يجلس بعدها، ثُمَّ يسلم.

فالوتر ضد الشَّفع، الشَّفع: ما كان اثنتين أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر، ما ينتهي بعدد زوجي، يسمونه العدد الزوجي.

وأمَّا الوتر: فهو الفردي، ما ينتهي بعدد فردي، مثل الواحد، مثل ثلاث، مثل خمس، سبع، تسع. هذا الوتر الذي ينتهي بعدد فردي يسمى بالوتر، هذا حديث عائشة رضي الله عنها وفي سنده كلام كثير ذكره الشوكاني في «نيل الأوطار».

وفي حديث عائشة مسألة: أنَّه كان يصلِّي بعد الوتر ركعتين وهو جالس، هذا من باب المستحب أيضًا، أنَّه يتنفل بعد الوتر، يتنفل مثلما أن صلاة المغرب وتر ومع هذا يصلِّي بعدها ركعتين، فالوتر لا يمنع من أن يصلِّي بعده.


الشرح