وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَفْصِلُ
بَيْنَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ بِتَسْلِيمٍ يُسْمِعُنَاهُ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
هذه صفة ثانية: وهي أنَّه صلى الله عليه وسلم
كان يأتي بالشَّفع، ثُمَّ يسلِّم منه، ثُمَّ يقوم ويكبر، ويأتي بالوتر، ثُمَّ
يسلِّم منه، فيفصل بين الشفع والوتر بسلام. هذه صفة واردةٌ أيضًا.
تنبيه: بعض الإخوة إذا قرأ
هذه الأحاديث يطبقها على التَّراويح في رمضان، فيقرن الركعات ولا يسلِّم إلاَّ في
آخرها، وهذا غلط؛ لأنَّ هناك فرقًا بين التَّهجد وبين الوتر، الوتر لا يسلِّم
إلاَّ في آخره، وأمَّا التَّهجد فيسلِّم من كلِّ ركعتين قال صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ
اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»([2]) هذا التَّهجد،
والتَّراويح من صلاة اللَّيل، فيسلِّم من كلِّ ركعتين، مثنى مثنى. هذه السُّنَّة،
فينبغي التفطن لهذا الأمر.
***
([1]) أخرجه: أحمد رقم (24539)، وابن حبان رقم (2435).
الصفحة 3 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد