×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إلاَّ إِيَّاهُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.

 

 قوله: «دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ»: الدبر معناه هنا: بعد الصَّلاة، أوَّل ما يسلِّم الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يستغفر الله ثلاثًا، ثُمَّ يقول: «اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْك السَّلاَمُ، تَبَارَكْت يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ثمَّ ينصرف بوجهه إلى أصحابه، ثُمَّ يقول: «لاَ إلَهَ إلاَّ الله» يأتي بالتهليلات ومنها هذا الحديث.

وقوله: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إلاَّ إِيَّاهُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»: هذا نوع من الأذكار الَّتي تقال بعد السَّلام، يقولها صلى الله عليه وسلم إذا انصرف إلى أصحابه يرفع بها صوته.

وقوله: «وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ»: كان يفيد الاستمرار أنَّه كان صلى الله عليه وسلم مستمرًا على هذا الذِّكر بعد السَّلام من الصَّلاة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (594).