وَعَنْ
الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا
مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ
هذا أيضًا نوع من أنواع الأذكار التي تقال بعد السَّلام، ومعنى: «وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ»: المراد بالجد هنا: الغنى والثَّروة بالنِّسبة للعباد، أمَّا بالنِّسبة إلى الله: «وَتَعَالَى جَدُّك»: فمعناه: العظمة، تعالت عظمتك. فالجد بالنِّسبة إلى الله معناه العظمة، وبالنِّسبة للعباد معناه المال والعطاء، أي: لا ينفع صاحب المال كثرة ماله عند الله، وإنَّما الذي ينفع العمل الصَّالح: ﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا﴾ [سبأ: 37]، ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ﴾ [الشعراء: 88- 89] هذا الذي ينفع عند الله سبحانه وتعالى، أمَّا الأموال والأولاد فإنَّها تذهب مع الدُّنيا ولا يبقى منها شيء، والميت يتبعه ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى الثَّالث: يتبعه ماله وولده وعمله، فيرجع اثنان: المال والولد، ويبقى الثالث وهو العمل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (844).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد