وَعَنْ أَبِي
أُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ:
«جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ»([1]). رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ.
الشرط الثاني: أن يكون صوابًا على
السُّنَّة، ليس فيه بدعة ولا محدثات، و الله جل وعلا قال: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ
ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27]، فإذا تقبل الله
العمل سعِد صاحبه سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، فليس العبرة بكثرة العمل، وإنَّما
العبرة بالقبول؛ ولكن الإنسان يبذل الأسباب ويحرص، والقبول عند الله سبحانه وتعالى؛
لكن يعمل أسباب القبول، ويتجنب أسباب الردِّ، فالشرك لا يقبل معه عمل، والبدعة لا
تقبل: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهْوَ رَدٌّ»
يعني: مردود عليه، يعني: لا يقبل.
قوله: «أَسْمَعُ؟»: يعني: أقرب
للإجابة.
وقوله: «جَوْفُ
اللَّيْلِ الآْخِرِ»: لأنَّ الليل ثلاث: الثلث الأول والثلث الأوسط والثلث
الأخير، وهو أفضل لمن يقوم للتَّهجد وذكر الله عز وجل، والدُّعاء والاستغفار آخر
الليل هذا أفضل، وإذا صلى أول اليل أو دعا هذا طيِّب؛ ولكن آخر الليل أفضل.
وفي جوفه: يعني: وسط الثلث، يعني: أول الثلث الأخير وآخر الثلث الأوسط، هذا هو جوف الليل، آخر الثلث الأوسط وأول الثلث الأخير، وهو الَّذي كان داود يقومه، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3499)، والنسائي في «الكبرى» رقم (9856).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد